Tuesday, April 10, 2007

معنى الاشياء

ان تملك القدرة على ايقاف رصاص المسدس باشارة من يدك فهذه قوة كبيرة,, ان يطلق عليك الرصاص ولا تفعلها فهو منتهى القوة.. ان تغوص فى الماء العميق وتحس بالهبوط البطىء تحت تاثير الجاذبية وقوة دفع الماء,, ثم تنظر لاعلى فتجد سطح الماء اخذا فى الابتعاد,, لم تحرك حتى يديك,, احساس مفزع جدا,ولكنة لذيذ جدا اذا كنت سباحا ماهرا.. تغوص اكثر واكثر حتى يختفى النور ومازال قاع يبدو بعيدا,, احساس مخيف جدا وشعور بالرهبة, ولكنه عديم القيمة بالنسبة لاى غواص...لا تملك اسطوانة اكسجين, ولكنك لم تفكر حتى بالامر لانك لست بحاجة اصلا للتنفس. كل ما فى الامر انك تريد ان تاخد قسطا من الراحة. قسطا من الراحة ليس اكثر.. تبدا بعض الاضواء الخافتة الخاصة بتلك الاسماك فى الاعماق السحيقة بالظهور,, لم يثر الامر حتى اهتمامك,, ربما لست غواصا, ربما لست سباحا ماهرا ولا حتى سباحا.. ولكن ليس هناك فى الوجود كله مايستدعى ان تتحرك لاجله.. انت واثق انك لحظة ان تقرر ان تصبح غواصا فانت غواص بالفعل.. ليس هناك ما يدعو للقلق حتى الان...
الرصاصة تخترق الهواء نحوك بسرعة خرافية.. ترقبها فى طريقها الطويل.. ما ابطا الزمن!! ليس هناك فى الوجود كله مايستحق ان تقلق لاجله.. تقترب الرصاصة وتقترب, تكاد تصيبك, بل اصابتك بالفعل,, ولكنها لم تخترقك, اصطدمت بك ولم تخترقك,, تنظر اليها وهى تقع على الارض بعيون مندهشة متسائلا ما الذى يحدث.. لم تؤذك الرصاصة,, ولكنها وخزتك كالدبوس, شعور مزعج...
تدير راسك الضخم فى بطء وتثاقل كالتنين, تنظر الى ذلك الكائن الضئيل الحجم كالنملة والمسدس فى يده, تفتح فمك لتقول شيئا ما لا تدرى ما هو,, فاذا بنار تخرج منه تحوله فى لحظة الى رماد.. تعيد راسك الى موضعها فى بطىء ثم تواصل استمتاعك بوقت الراحة...
لم يحدث شيئا, فقط لانك كنت تعرف انه لن يحدث شيئا, لانه لن يحدث شيئا, لانه من المستحيل ان يحدث شيئا,, لانه عالمك وليس عالمهم,, وكل ما يتحرك فيه يجب ان تحركه انت, وكل ما يفعلونه غير ذى جدوى لانك لست انت الفاعل..
فقط توقف قليلا,, توقف قليلا كى تفكر كثيرا وتدرك معنى الاشياء

No comments: